ضرورة التدخل الدولي لحماية المدنيين فى ليبيا .

ضرورة التدخل الدولي لحماية المدنيين

التدخل العسكري للناتو في ليبيا بدأ يجني ثماره، بحسب تصريحات الرئيس الأميركي باراك أوباما، من خلال نجاحه في إنقاذ عدد لا يحصى من المدنيين، ومنع مزيد من الفظاعة بتفادي كارثة إنسانية، مع ضمان تراجع قصف المدن السكنية. ولو لم يتمكن مجلس الأمن من التوصل إلى قرار للتدخل في ليبيا، فهل يظل العالم متفرجاً على الشعب الليبي وهو يهاجم من الجو والبحر والبر بالأسلحة الثقيلة؟ وهل يسمح للنظام الليبي بالهجوم على شعبه باسم عدم التدخل واحترام مبدأ السيادة؟
صحيح أن الموقف المبدئي السليم نظرياً، هو القول «لا» لممارسات النظام الليبي، ولا أيضاً للتدخل العسكري الأجنبي ضد بلاده، لكن عملياً مثل هذا الموقف لا يمكن أن يعني في النهاية سوى إفساح مجال أوسع لاستمرار معاناة الليبيين وتقتيلهم، طالما أنه لا بدائل أخرى تلوح في الأفق. وفي ظل مثل هذه الهمجية والوحشية التي يمارسها النظام الليبي ضد المدنيين، يصبح من الضروري أن يتنادى العالم إلى إنقاذ الشعب الليبي، ويصبح التدخل الدولي ضرورة قصوى لحماية المدنيين.
وقد أحسنت دول عربية كثيرة باتخاذ موقف جادّ مبكر جداً من تلك الوقائع الدموية، وكان في طليعة هؤلاء دول مجلس التعاون الخليجي التي اتخذت قراراً أخلاقياً شجاعاً، يناشد المجتمع الدولي التدخل لحماية الشعب الليبي ووقف حرب الإبادة، وسوف يحمل الشعب الليبي، ومعه كل شعوب العرب والمسلمين، هذا الجميل وذلك الموقف النبيل على مرّ الأيام.
النظام الليبي لا شك أنه فقد شرعيته بما أقدم عليه من إراقة دماء المتظاهرين، ونظام يواجه شعبه بهذه الوحشية يجب أن تتخذ ضده إجراءات إقليمية ودولية، تؤدي لعزلته والضغط عليه للتراجع عن قصف المدنيين العزل.
إن العرب مطالبون اليوم أكثر من أي وقت مضى، بأن يكون لهم دورهم الفعّال في إعادة الوجه الأخلاقي لليبيا، وأن لا يقفوا متفرجين على تلك المذابح التي تقع لشعب مسلم على مرمى ومسمع منهم ومن العالم، فقرار التدخل يدعو حسب المسؤولين الدوليين، إلى «تلبية مطالب الجماهير الليبية الشرعية»، في إحداث «إصلاحات سياسية ماسّة من أجل إيجاد حل سلمي دائم» للنزاع، وتبقى المهمة الرئيسية في يد الليبيين أنفسهم لتحديد مستقبل بلدهم