ماذا بعد؟! الكل فى مصر يهمس فى أذن جاره بهذا السؤال، وأهل النخبة والثقافة والإعلام يسعون خلفه بحثا عن إجابة ترضى عطش الناس وتخفف من توترهم وقلقهم حول المستقبل..
الكل فى مصر يسأل عن الفترة المقبلة وإلى أى شىء ستأخذنا الفترة المقبلة، الكل فى مصر يسأل ماذا بعد الثورة والمظاهرات والهتافات والاحتجاجات والمجلس العسكرى وبياناته، والأسئلة كلها تأتى مغلفة بقلق وتوتر ساعد على انتشاره عدم وجود رؤية واضحة للأمور وتضارب التصريحات والرؤى المختلفة من جانب القوى السياسية والتيارات التى كانت موجودة على الساحة أو التيارات التى ظهرت على الساحة بعد 25 يناير..
البعض يتكلم عن دولة برلمانية وآخرون يرون المزج بينها وبين الجمهورية، بينما آخرون يعيشون فى رعب من سيطرة الدولة الدينية وصعود الإخوان إلى دفة الحكم، صراع واضح بين عدة سيناريوهات لم تجد من يطرحها فى رؤية كاملة أو فى شكل خطط جاهزة للتنفيذ، بل على العكس هناك من يخلق صراعا آخر موازيا حول ضرورة رحيل رئيس الوزراء أحمد شفيق أو بقائه، وتشكيل مجلس حكم انتقالى يضم مدنيين وعسكريين بدلا من المجلس العسكرى.
إلى أين ستذهب مصر؟! وهل تؤثر الاحتجاجات الفئوية والمظاهرات المستمرة وحالة الانشغال بالانتقام من النظام القديم على طريقة التفكير فى المستقبل والتعامل معه؟ وكيف يفكر شباب 25 يناير وما هى تصوراتهم لشكل مصر وطبيعة النظام السياسى الجديد؟ كل هذه الأسئلة يضعها الجميع أمام شباب 25 يناير بحثا عن إجابة تطمئن قلوب الناس وتوضح الطريقة التى يفكر بها هؤلاء الشباب، وكيف سيواجهون الثورة المضادة وبقايا رجال الرئيس السابق الذين يسعون لتشويه صورته وصورة الثورة.
ماذا بعد؟! هى الكلمة السحرية التى يسعى خلفها المصريون الآن طمعا فى رسم خريطة واضحة للمستقبل، اليوم السابع قررت أن تخفف من سعى المصريين نحو تلك الكلمة السحرية ودعت عددا من ثوار 25 يناير والمشاركين فى الائتلافات ومجالس رعاية الثورة ومكاسبها لكتابة رؤيتهم ووجهة نظرهم عن مصر المستقبل، صحيح أن بعضهم تعلل بالانشغال وبعضهم تهرب من فكرة الكتابة فى حد ذاتها ولكن بقيت هذه المقالات الثمانى كافية لأن تعبر عن التصور الذى يضعه الثوار للمرحلة الانتقالية ولشكل النظام الجديد وكيفية مواجهة الثورة المضادة.