اللحوم الحمراء حقائق غائبة تقرير

اللحوم الحمراء حقائق غائبة



شارت نتائج التجارب المنشورة حديثا ( نهاية الشهر الماضي في أمريكا و بريطانيا و التي استمرت أكثر من عشر سنوات وشملت أكثر من نصف مليون شخص إلى وجود علاقة قوية بين ارتفاع نسبة الوفيات وزيادة استهلاك اللحوم الحمراء, وقد كان لنشر هذه النتائج في BBC News وقع الصاعقة في نفوس الناس هناك, حيث أثارت الخوف من اللحوم الحمراء؟.

فهل يعقل أن الله عز و جل سخر لنا لحوم الأنعام الحمراء لتضرنا بدلا من أن ننتفع بها, و قد قال تعالي {وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ }النحل5؟.

و لثقتي أن الخطأ يأتي من البشر و ليس من لحوم الأنعام التي خلقها الله لنا طالما أننا تجنبنا الإسراف في تناولها, قال تعالي {مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً وَكَفَى بِاللّهِ شَهِيداً }النساء79, لذا فقد رأيت أن هناك ضرورة ملحة لاستعراض التجربة وتحليل نتائجها, لنتوصل من خلالها إلى حقيقة ما أفسد عليهم لحومهم التي يأكلون, و لنحذر المستهلكين في الغرب من مخالفة السنن الكونية التي خلق الله الحياة عليها, و نحذر المستهلك المسلم في كل مكان من إتباع سنن الغرب في الطعام و الشراب, و ترك سنن الله في القرآن و السنة.

فالعلم كلما تطور, و العالم كلما تقدم و تسارعت أحداثه, كلما زادت أمور الناس وحياتهم تعقيدا و تغيرت أساليب المعيشة و زادت الرفاهية, و زادت معها الأمراض, خصوصا مع زيادة وتنوع مفردات التصنيع الحديثة وآلياتها مع الاعتماد الكبير على الوجبات الجاهزة والسريعة. و من المؤكد أنٌ تدُخل الإنسان في الطبيعة قد أفسدها مما أفسد عليه حياته و صحته بسبب فلسفته الزائدة في الهندسة الوراثية و الأسمدة الكيميائية والبذور المعالجة و الأعلاف الحيوانية الجاهزة واستخدام بقايا الحيوانات من أمعاء ودماء, ثم الأدوية الكيميائية المركبة وآثارها السلبية و الهرمونات و الإنزيمات, ثم تغيير سلوكيات ونمط الغذاء.

و لذا فإنني أهدف من خلال هذا البحث العلمي النقدي لأسلوب الطعام في الغرب, إلى دعوة الناس للعودة إلى الطبيعة و البساطة في العيش كما كان أجدادنا يعيشون, فكانوا ينعمون ويتمتعون بصحة عالية وقوة بدن, ورغم قسوة الحياة التي عاشوها إلا أن البساطة كانت هي سمة الحياة السائدة, فكان زيت الزيتون وكانت السمنة و الزبدة البلدية وزيت السمسم وكانت الخضار الطازجة الطبيعية والحليب الطازج, ولم نكن نسمع عن الإمراض السرطانية وأمراض القلب, وقد يقول قائل لم يكن الطب متطورا لكشف الحالات, وهذا صحيح الى حد ما لكن نسبة الإصابات لم تكن نسبتها و لا حدتها كأمراض اليوم.

* استعراض التجربة الأمريكية ونتائجها:

نشرت ال BBC News يوم 24/3/2009 تقريرا بعنوان (الوفاة مرتبطة بنسبة استهلاك عالي من اللحوم الحمراء!!), حيث أشار الباحثون في معهد السرطان الوطني الأمريكي إلى أن الأفراد الذين اعتادوا على وجبات تضم نسبة عالية من اللحوم الحمراء أو اللحوم المصنعة (حوالي 160 جرام يوميا من لحوم البقر أو الخنزير او الضان), كان لديهم معدلات خطورة الموت الكلية أعلى وبالتحديد خطورة الإصابات السرطانية وأمراض القلب, من الأفراد الأقل استهلاكا ( حوالي 25 جراما يوميا). وعلى العكس تماما فان الأفراد الذين اعتادوا استهلاك كمية عالية نسبيا من اللحوم البيضاء (لحوم الدواجن و الحبش والسمك ) فقد كانت لديهم احتمالية الإصابات السرطانية وأمراض القلب اقل من الأفراد الذين يستهلكون نسبة قليلة من اللحوم البيضاء. كذلك وجدت نتائج البحث أن الإصابة السرطانية أو أمراض القلب كانت عند فئة الرجال أقل (%11 ) منها عند النساء ( %16) خلال الفترة الزمنية للبحث وكان من الممكن تفادي هذه النسب العالية من الإصابات فيما لو تم تخفيض نسبة الاستهلاك من اللحوم الحمراء إلى الحد الأدنى. كذلك وجد الباحثون أن المركبات المسببة للسرطان تتشكل مع وجود درجة حرارة عالية أثناء طبخ أو إعداد اللحوم عند الأكل.

و خلصت الدراسة إلى أن ضرورة تخفيض نسبة الاستهلاك العام من اللحوم الحمراء إلى أدنى مستوى وليس إلى التوقف أو الامتناع كليا عنها, و ذلك بهدف تقليل مخاطر الموت الناجمة عن الإصابات السرطانية أو أمراض القلب.

* استعراض التجربة البريطانية ونتائجه