كيف أقلع عن الذنوب؟

الحمد لله رب العالمين وصلاة وسلاما على المبعوث رحمة للعالمين, سيد الأولين والآخرين وعلى آله وصحبه, أما بعد:
فحديثنا اليوم بإذن الله وعونه سيكون حول هذاالموضوع الخطير, والذي يهم ويشغل بال كثير منا, وهو كيف أقلع عن الذنوب؟
كثير يراودهم هذا الأمل, أن يقلعوا عن الذنوب ويسيروا في طريق علام الغيوب, ولكن نفوسهم تقصر بهم, فلا يصلون إلى مرادهم.

وهذاهو المنتظر من بني الإنسان الضعاف, فلم يحدث ولن يحدث أن يوجد تلك الجماعةمن البشر التي تقلع عن الذنوب كلية, وإلا لما كانوا بشرا! فالنبي الكريميقول في الحديث الذي رواه مسلم, عن أبي هريرة ‏ ‏قال: ‏‏"قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏والذي نفسي بيده ‏ ‏لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم"
ولايعارض هذا ما ذكرناه في العنوان, فنحن لم نقل: كيف تمتنع عن كل الذنوب فيكل الأحوال؟ وإنما قلنا كيف نقلع عن الذنوب, والإقلاع لا يكون إلا لمنتلبس بها, ويبحث عن تركها, فإذا تركها فلا يعني هذا أنه لن يعود إليها مرةأخرى, أو أنه لن يتلبس بغيرها. فإذا استطاع المسلم الإقلاع عن الذنب, ثمعاد إليه, فلقد وضع قدمه على أول الطريق, وسيقلع عنه مرة أخرى, وبهذا يكونعامة حياته ترك للذنوب واقتراف لها في لحظات معدودة, يستغفر الله عز وجلعنها, فيغفر الله تعالى له.

إذافيمكننا تحديد العنوان بأنه كيف تقلع عن الذنوب جزئيا, -لأن تركها كلية لايكون إلا للمعصومين المبلغين, وهؤلاء قد ولى زمانهم, ونحن لسنا منهم- بحيثيكون هذا الجزء هو الأعم الأغلب والتلبس بها هو القليل النادر.
وهنا نصل إلى لب الموضوع: كيف أقلع عن الذنوب؟
أول خطوة للإقلاع عن الذنوب, هي الرغبة في الإقلاع عن الذنب,فمن لا يرغب في الإقلاع لن يقلع, مهما قدمت له من المبررات العقلية أوالدينية, وإنما سيكتفي بموافقتك بلسانه وهز رأسه وسيخالفك بفعله!
ولاتكون الرغبة في ترك الذنب إلا لمن نظر في حاله, واستشعر سوءه, وآمن أنهناك حال وطريق أفضل, وهذا الطريق هو في الدين العظيم الكريم, فيحاول أنيحسن حاله, أما ذلك الراضي بحاله, على الرغم من عموم سوءه, القانع بالبعدعن كتاب الله, و الظان أنه بعقله كاف لتسيير وهداية نفسه, فلن يقلع أبدا عنالذنوب, وسيتقلب فيها من ذنب إلى آخر!
فإذا شعر الإنسان بسوء حاله, ورغب في التغيير, ينتقل إلىالخطوة الثانية وهي مجاهدة نفسه, فهذا الإنسان سيحاول أن يقلع عن الذنب, وسيقلع عن غالب أو جل ما كان يعمل, ولكن نفسه ستظل تراوده, وتزين له الرجوع إلى ما كان عليه, ففي السابق كانيجد لذة في فعله, وهو وإن أقلع الآن, إلا أنه لمّا يجد حلاوة الإيمان بعد, ولا تزال نفسه تتعلق بالمعصية ولذتها. لذا فعليه أن يقاوم نفسه الأمارةبالسوء, من خلال تذكيرها بعاقبة المعصية التي ستأتيها, وبالخير الكثيرالذي سيضيع لو أتاها وترك الخير! وبالضنك الذي سيعيش فيه لو أعرض عن ذكرالله عزوجل, وبالراحة والسكينة التي سيجدها عند الالتزام بالطاعة!
وعلى الرغم من ذلك, فإنا نجزم أن ذلك الإنسان سيعود إلى المعصية,على الأقل في أول الطريق, وهنا عليه ألا ييأس ويهجر طريق الإصلاحوالإقلاع, وإنما عليه أن يعي جيدا أن هذا طريق طويل, يتعثر فيه الإنسانكثيرا, وكثيرا ما سيسقط, إلا أن هذا ليس مبررا لترك الطريق, فهذا هو الوضعالطبيعي للإنسان, فالمفترض في الإنسان أن يلتزم صراط الله المستقيم, وتعرضله بعض النزوات, فيقاوم بعضها ويسقط في أخرى, والواجب عليه في هذه الحالةأن يتوب إلى الله عز وجل, ويندم على معصيته, وكما روي عن الرسول الكريم: "كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون".
وهذه المعصية ليست شرا خالصا, فرب معصية أدخلت صاحبها الجنة!ففي المعصية دافع إلى التمسك بالصراط, فالإنسان عندما يشعر أنه مقصر يدفعهذلك إلى التمسك والالتزام والنشاط في السعي, أما إذا أحس أنه ملتزم, فقديدخله الغرور بسبب ذلك, وقد يتكاسل, لأنه يرى أنه لا يأتي بمعصية, فقليلالعمل يكفي! لذا فيمكن اعتبار المعصية الطارئة محطات توقف صغيرة للتزود, ليس بالذنوب بداهة, وإنما بشحنات إيمانية لمواصلة المسير.
إذافسيظل الإنسان يعثر ويقوم والفالح من قل عثره وسقطه! وكثر حسن فعله, واستطاع القضاء على عامة معاصيه! فكلنا نأتي أصنافا مختلفة من المعاصي, فمنا من يغتاب هناك من ينظر وهناك من يصاحب الفتيات, وهناك من يسب وهناكمن يعق, وهناك و هناك .......
لذافعلى الإنسان الراغب في الإقلاع عن الذنب أن يأتي نفسه من أضعف نقاطها, بمعنى أن تعلق نفس الإنسان بالمعاصي مختلفة, فتعلقها بمعصية ما شديدةوبأخرى متوسطة وبغيرهما خفيفة, فيبدأ بهذه المعصية ذات التعلق البسيط, ويجاهد نفسه ليتركها, وسيفلح بإذن الله تعالى, ومن ثم ينتقل إلى غيرها, ويكون ذلك دافعا له لأنه حاول وفلح. أما إذا بدأ بمحاولة الإقلاع عن كلالذنوب مرة واحدة, أو الإقلاع عن أكبر الذنوب تعلقا بالنفس, فسيجد في ذلكعنتا شديدا ومشقة, وكثيرا ما سيعود إليه, و سيتنزف هذا العناد كثير جهده, ولن يتخطاها إلى غيرها, ويظل طيلة عمره محاولا ترك معصية واحدة, فلا هوتركها ولا ترك غيرها, ولربما يقوده ذلك إلى اليأس من إصلاح نفسه في أولالطريق, فيتركه بما فيه!
لذا فليكن أول البدء هو بترك المعاصي التي لا تتعلق بها نفوسنا كثيرا,ومن ثم الانتقال إلى غيرها, بالتدريج حتى يستطيع الإنسان أن يتركها جميعا!
ولكن ليس كل البشر يستطيعون مقاومة أنفسهم, فقد لا يفلح عامتهم في ترك شهوات معينة, فهل هذا مبرر لهجر الطريق؟








 

نقول: لا بداهة, فلقد قالوا قديما: كفى بالمرء فخرا أن تعد معايبه! فإذا استطاعالإنسان أن يقلع عيوبه وذنوبه إلى درجة أنها يمكن عدها فهذا إنجاز كبير, على الإنسان ألا يتهاون به. وعليه أن يرافق هذا الإنجاز بكثير من العملالصالح, حتى تذهب هذه الحسنات السيئات, وبذلك تغطي كثرة حسناته على سيئاته!
ولايعني هذا أننا نرضى أن يظل الإنسان متركبا لمعصية معينة دوما كأنها طاعةأو سنة! بحجة أنه لا يستطيع تركها, فهذا لا يقبل بحال, وعلى هذا الإنسانالذي لا يستطيع تركها كلية أن يقلع عنها جزئيا.
ولا بد منالتنبيه أن هذا التدرج في الترك لا يكون إلا في الصغائر, أما مع الكبائرفلا بد من الهجر الفوري لأن الإنسان لا يعرف متى يأتيه الموت وقد يأتيهوهو على كبيرة, فيكون من الهالكين. لذا يسارع في هجر الكبائر مهما كانتوليعلنها تحد لذاته!
والإنسان يحتاج في مجاهدة نفسه إلى الجبر والإكراه,وبدونه لن تستجيب النفس لإرادة صاحبها, لذا فعلى الإنسان أن يجبر نفسه بأيوسيلة كانت على ترك هذه المعصية المتعلقة بقلبه لفترات من حياته, ولو كانتيوما أو يومين, فإذا كان من المدخنين يقلع يوما أو بعض يوم! وإذا كان منالمغتابين يمسك عليه لسانه, وإذا كان من تاركي الفجر يترك الترك ويقوم!
وكلإنسان أدرى بنفسه من أين يأتيها, ويعرف كيف يجبرها, فمن الممكن أن يكونهذا الإجبار عن طريق القسم على النفس ألا يدخن مثلا لمدة يوم أو يومين, أوأنه سيقلع عن المعصية الفولانية لمدة أسبوع! وعليه أن يقسم على ما يستطيعتحقيقه, لا أن يبالغ فيه فيسقط قسمه! ونحن لا نميل إلى مسألة القسم هذه, لأنه من الممكن أن يستهين الإنسان بها إذا أكثر من القسم والحنث, فلا تؤتيالثمار المرجوة معه بعد فترة, ولكن ليكن القسم كل حين من الدهر من بابزيادة التأكيد إذا أخفقت الوسائل الأخرى.
ومن وسائل الإجبار الأخرى معاقبة النفس على إتيان المعصية,ولا بد أن يكون هذا العقاب بسيطا, يلتزمه الإنسان, لأنه لو وضع عقاباكبيرا فلن يطبقه هو على نفسه, وسيترك العقاب والمجاهدة, أما إذا كانالعقاب بسيطا, بأن سيخرج مبلغا نقديا بسيطا جدا في كل مرة يأتي فيهاالمعصية, ومع تكرر دفعه المبلغ سيشعر بحرقة المعصية!
وهناك وسائل إجبار أخرى كثيرة بناءة, فمن الممكن أن يلزم نفسه بعمل خيري كلما أتى معصية, عمليساعدفيه الناس ويخدمهم, ولأن النفس بطبعها كسولة فستركن إلى ترك المعصية, فهذاأفضل لها من إتيانها وإتيان ما يترتب عليها بعد ذلك! وختاما فكل إنسانأدرى بنفسه وأعلم كيف يجبرها, فليجرب كل إنسان بنفسه حتى يجد الوسيلة التيتفلح معه في الإقلاع عن الذنب لفترة طويلة!
ولا بدللإنسان في هذه المراحل كلها من الاستعانة بالله عز وجل, بأن يدعوه بأنيساعده ويعينه على ترك المعاصي, ويكثر من الدعاء من أجل هذا ولا ييأس.


وختاما فإن نقول: لا بد للإقلاع عن الذنوب والمعاصي من تقديم البديل,فإذ لم تفعل عادت إلى الذنوب مرة أخرى لا محالة مهما جاهدتها, فالنفس إنلم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل, فاحرص كل الحرص على أن تشغل نفسك بكثير منوجوه الخير, وبهذا تبعد عن المعاصي, فليكن لك وردا يوميا في تلاوه القرآنووعيه وتدبره, لتكثر من زيارة الأقارب ومن صلة الأرحام, لتكثر من القراءةفهي تهذب النفس وترقيها, لتمارس الرياضة. المهم ألا تترك لنفسك فسحة منالوقت وإلا ستجرك لا محالة إلى المعصية, أو ستجد عنتا شديدا في مقاومتها.
وبتقديمهذا البديل يتحصل الإنسان على فائدة عظمى بخلاف إلهائه عن الذنوب, وهيتأصيله وتأسيسه لمذهب الحق في حياته, فبهذا البديل سيستشعر حلاوة الإيمان, ورقيا في العقل والجنان, وسيجد نموذجا وطريقة جديدة للحياة, يؤمن معها أنهليس لديه أي مبرر في العودة إلى ما كان عليه, وأن الحياة على المنهج حياةقويمة سليمة أفضل وأجمل وأيسر من الحياة الأخرى. أما لو ترك نفسه بدونبديل فستعود إلى الأصل العليل.
أعاذنا الله وإياكم من العود إليه





الحمد لله رب العالمين وصلاة وسلاما على المبعوث رحمة للعالمين, سيد الأولين والآخرين وعلى آله وصحبه, أما بعد:
فحديثنا اليوم بإذن الله وعونه سيكون حول هذا الموضوع الخطير, والذي يهم ويشغل بال كثير منا, وهو كيف أقلع عن الذنوب؟
كثير يراودهم هذا الأمل, أن يقلعوا عن الذنوب ويسيروا في طريق علام الغيوب, ولكن نفوسهم تقصر بهم, فلا يصلون إلى مرادهم.
وهذاهو المنتظر من بني الإنسان الضعاف, فلم يحدث ولن يحدث أن يوجد تلك الجماعةمن البشر التي تقلع عن الذنوب كلية, وإلا لما كانوا بشرا! فالنبي الكريميقول في الحديث الذي رواه مسلم, عن أبي هريرة ‏ ‏قال: ‏‏"قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏والذي نفسي بيده ‏ ‏لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم"
ولايعارض هذا ما ذكرناه في العنوان, فنحن لم نقل: كيف تمتنع عن كل الذنوب فيكل الأحوال؟ وإنما قلنا كيف نقلع عن الذنوب, والإقلاع لا يكون إلا لمنتلبس بها, ويبحث عن تركها, فإذا تركها فلا يعني هذا أنه لن يعود إليها مرةأخرى, أو أنه لن يتلبس بغيرها. فإذا استطاع المسلم الإقلاع عن الذنب, ثمعاد إليه, فلقد وضع قدمه على أول الطريق, وسيقلع عنه مرة أخرى, وبهذا يكونعامة حياته ترك للذنوب واقتراف لها في لحظات معدودة, يستغفر الله عز وجلعنها, فيغفر الله تعالى له.
إذافيمكننا تحديد العنوان بأنه كيف تقلع عن الذنوب جزئيا, -لأن تركها كلية لايكون إلا للمعصومين المبلغين, وهؤلاء قد ولى زمانهم, ونحن لسنا منهم- بحيثيكون هذا الجزء هو الأعم الأغلب والتلبس بها هو القليل النادر.
وهنا نصل إلى لب الموضوع: كيف أقلع عن الذنوب؟
أول خطوة للإقلاع عن الذنوب, هي الرغبة في الإقلاع عن الذنب,فمن لا يرغب في الإقلاع لن يقلع, مهما قدمت له من المبررات العقلية أوالدينية, وإنما سيكتفي بموافقتك بلسانه وهز رأسه وسيخالفك بفعله!
ولاتكون الرغبة في ترك الذنب إلا لمن نظر في حاله, واستشعر سوءه, وآمن أنهناك حال وطريق أفضل, وهذا الطريق هو في الدين العظيم الكريم, فيحاول أنيحسن حاله, أما ذلك الراضي بحاله, على الرغم من عموم سوءه, القانع بالبعدعن كتاب الله, و الظان أنه بعقله كاف لتسيير وهداية نفسه, فلن يقلع أبدا عنالذنوب, وسيتقلب فيها من ذنب إلى آخر!
فإذا شعر الإنسان بسوء حاله, ورغب في التغيير, ينتقل إلىالخطوة الثانية وهي مجاهدة نفسه, فهذا الإنسان سيحاول أن يقلع عن الذنب, وسيقلع عن غالب أو جل ما كان يعمل, ولكن نفسه ستظل تراوده, وتزين له الرجوع إلى ما كان عليه, ففي السابق كانيجد لذة في فعله, وهو وإن أقلع الآن, إلا أنه لمّا يجد حلاوة الإيمان بعد, ولا تزال نفسه تتعلق بالمعصية ولذتها. لذا فعليه أن يقاوم نفسه الأمارةبالسوء, من خلال تذكيرها بعاقبة المعصية التي ستأتيها, وبالخير الكثيرالذي سيضيع لو أتاها وترك الخير! وبالضنك الذي سيعيش فيه لو أعرض عن ذكرالله عزوجل, وبالراحة والسكينة التي سيجدها عند الالتزام بالطاعة!
وعلى الرغم من ذلك, فإنا نجزم أن ذلك الإنسان سيعود إلى المعصية,على الأقل في أول الطريق, وهنا عليه ألا ييأس ويهجر طريق الإصلاحوالإقلاع, وإنما عليه أن يعي جيدا أن هذا طريق طويل, يتعثر فيه الإنسانكثيرا, وكثيرا ما سيسقط, إلا أن هذا ليس مبررا لترك الطريق, فهذا هو الوضعالطبيعي للإنسان, فالمفترض في الإنسان أن يلتزم صراط الله المستقيم, وتعرضله بعض النزوات, فيقاوم بعضها ويسقط في أخرى, والواجب عليه في هذه الحالةأن يتوب إلى الله عز وجل, ويندم على معصيته, وكما روي عن الرسول الكريم: "كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون".
وهذه المعصية ليست شرا خالصا, فرب معصية أدخلت صاحبها الجنة!ففي المعصية دافع إلى التمسك بالصراط, فالإنسان عندما يشعر أنه مقصر يدفعهذلك إلى التمسك والالتزام والنشاط في السعي, أما إذا أحس أنه ملتزم, فقديدخله الغرور بسبب ذلك, وقد يتكاسل, لأنه يرى أنه لا يأتي بمعصية, فقليلالعمل يكفي! لذا فيمكن اعتبار المعصية الطارئة محطات توقف صغيرة للتزود, ليس بالذنوب بداهة, وإنما بشحنات إيمانية لمواصلة المسير.
إذافسيظل الإنسان يعثر ويقوم والفالح من قل عثره وسقطه! وكثر حسن فعله, واستطاع القضاء على عامة معاصيه! فكلنا نأتي أصنافا مختلفة من المعاصي, فمنا من يغتاب هناك من ينظر وهناك من يصاحب الفتيات, وهناك من يسب وهناكمن يعق, وهناك و هناك .......
لذافعلى الإنسان الراغب في الإقلاع عن الذنب أن يأتي نفسه من أضعف نقاطها, بمعنى أن تعلق نفس الإنسان بالمعاصي مختلفة, فتعلقها بمعصية ما شديدةوبأخرى متوسطة وبغيرهما خفيفة, فيبدأ بهذه المعصية ذات التعلق البسيط, ويجاهد نفسه ليتركها, وسيفلح بإذن الله تعالى, ومن ثم ينتقل إلى غيرها, ويكون ذلك دافعا له لأنه حاول وفلح. أما إذا بدأ بمحاولة الإقلاع عن كلالذنوب مرة واحدة, أو الإقلاع عن أكبر الذنوب تعلقا بالنفس, فسيجد في ذلكعنتا شديدا ومشقة, وكثيرا ما سيعود إليه, و سيتنزف هذا العناد كثير جهده, ولن يتخطاها إلى غيرها, ويظل طيلة عمره محاولا ترك معصية واحدة, فلا هوتركها ولا ترك غيرها, ولربما يقوده ذلك إلى اليأس من إصلاح نفسه في أولالطريق, فيتركه بما فيه!
لذا فليكن أول البدء هو بترك المعاصي التي لا تتعلق بها نفوسنا كثيرا,ومن ثم الانتقال إلى غيرها, بالتدريج حتى يستطيع الإنسان أن يتركها جميعا!
ولكن ليس كل البشر يستطيعون مقاومة أنفسهم, فقد لا يفلح عامتهم في ترك شهوات معينة, فهل هذا مبرر لهجر الطريق؟







نقول: لا بداهة, فلقد قالوا قديما: كفى بالمرء فخرا أن تعد معايبه! فإذا استطاعالإنسان أن يقلع عيوبه وذنوبه إلى درجة أنها يمكن عدها فهذا إنجاز كبير, على الإنسان ألا يتهاون به. وعليه أن يرافق هذا الإنجاز بكثير من العملالصالح, حتى تذهب هذه الحسنات السيئات, وبذلك تغطي كثرة حسناته على سيئاته!
ولايعني هذا أننا نرضى أن يظل الإنسان متركبا لمعصية معينة دوما كأنها طاعةأو سنة! بحجة أنه لا يستطيع تركها, فهذا لا يقبل بحال, وعلى هذا الإنسانالذي لا يستطيع تركها كلية أن يقلع عنها جزئيا.
ولا بد منالتنبيه أن هذا التدرج في الترك لا يكون إلا في الصغائر, أما مع الكبائرفلا بد من الهجر الفوري لأن الإنسان لا يعرف متى يأتيه الموت وقد يأتيهوهو على كبيرة, فيكون من الهالكين. لذا يسارع في هجر الكبائر مهما كانتوليعلنها تحد لذاته!
والإنسان يحتاج في مجاهدة نفسه إلى الجبر والإكراه,وبدونه لن تستجيب النفس لإرادة صاحبها, لذا فعلى الإنسان أن يجبر نفسه بأيوسيلة كانت على ترك هذه المعصية المتعلقة بقلبه لفترات من حياته, ولو كانتيوما أو يومين, فإذا كان من المدخنين يقلع يوما أو بعض يوم! وإذا كان منالمغتابين يمسك عليه لسانه, وإذا كان من تاركي الفجر يترك الترك ويقوم!
وكلإنسان أدرى بنفسه من أين يأتيها, ويعرف كيف يجبرها, فمن الممكن أن يكونهذا الإجبار عن طريق القسم على النفس ألا يدخن مثلا لمدة يوم أو يومين, أوأنه سيقلع عن المعصية الفولانية لمدة أسبوع! وعليه أن يقسم على ما يستطيعتحقيقه, لا أن يبالغ فيه فيسقط قسمه! ونحن لا نميل إلى مسألة القسم هذه, لأنه من الممكن أن يستهين الإنسان بها إذا أكثر من القسم والحنث, فلا تؤتيالثمار المرجوة معه بعد فترة, ولكن ليكن القسم كل حين من الدهر من بابزيادة التأكيد إذا أخفقت الوسائل الأخرى.
ومن وسائل الإجبار الأخرى معاقبة النفس على إتيان المعصية,ولا بد أن يكون هذا العقاب بسيطا, يلتزمه الإنسان, لأنه لو وضع عقاباكبيرا فلن يطبقه هو على نفسه, وسيترك العقاب والمجاهدة, أما إذا كانالعقاب بسيطا, بأن سيخرج مبلغا نقديا بسيطا جدا في كل مرة يأتي فيهاالمعصية, ومع تكرر دفعه المبلغ سيشعر بحرقة المعصية!
وهناك وسائل إجبار أخرى كثيرة بناءة, فمن الممكن أن يلزم نفسه بعمل خيري كلما أتى معصية, عمليساعدفيه الناس ويخدمهم, ولأن النفس بطبعها كسولة فستركن إلى ترك المعصية, فهذاأفضل لها من إتيانها وإتيان ما يترتب عليها بعد ذلك! وختاما فكل إنسانأدرى بنفسه وأعلم كيف يجبرها, فليجرب كل إنسان بنفسه حتى يجد الوسيلة التيتفلح معه في الإقلاع عن الذنب لفترة طويلة!
ولا بدللإنسان في هذه المراحل كلها من الاستعانة بالله عز وجل, بأن يدعوه بأنيساعده ويعينه على ترك المعاصي, ويكثر من الدعاء من أجل هذا ولا ييأس.


وختاما فإن نقول: لا بد للإقلاع عن الذنوب والمعاصي من تقديم البديل,فإذ لم تفعل عادت إلى الذنوب مرة أخرى لا محالة مهما جاهدتها, فالنفس إنلم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل, فاحرص كل الحرص على أن تشغل نفسك بكثير منوجوه الخير, وبهذا تبعد عن المعاصي, فليكن لك وردا يوميا في تلاوه القرآنووعيه وتدبره, لتكثر من زيارة الأقارب ومن صلة الأرحام, لتكثر من القراءةفهي تهذب النفس وترقيها, لتمارس الرياضة. المهم ألا تترك لنفسك فسحة منالوقت وإلا ستجرك لا محالة إلى المعصية, أو ستجد عنتا شديدا في مقاومتها.
وبتقديمهذا البديل يتحصل الإنسان على فائدة عظمى بخلاف إلهائه عن الذنوب, وهيتأصيله وتأسيسه لمذهب الحق في حياته, فبهذا البديل سيستشعر حلاوة الإيمان, ورقيا في العقل والجنان, وسيجد نموذجا وطريقة جديدة للحياة, يؤمن معها أنهليس لديه أي مبرر في العودة إلى ما كان عليه, وأن الحياة على المنهج حياةقويمة سليمة أفضل وأجمل وأيسر من الحياة الأخرى. أما لو ترك نفسه بدونبديل فستعود إلى الأصل العليل.
أعاذنا الله وإياكم من العود إليه





الحمد لله رب العالمين وصلاة وسلاما على المبعوث رحمة للعالمين, سيد الأولين والآخرين وعلى آله وصحبه, أما بعد:
فحديثنا اليوم بإذن الله وعونه سيكون حول هذا الموضوع الخطير, والذي يهم ويشغل بال كثير منا, وهو كيف أقلع عن الذنوب؟
كثير يراودهم هذا الأمل, أن يقلعوا عن الذنوب ويسيروا في طريق علام الغيوب, ولكن نفوسهم تقصر بهم, فلا يصلون إلى مرادهم.
وهذاهو المنتظر من بني الإنسان الضعاف, فلم يحدث ولن يحدث أن يوجد تلك الجماعةمن البشر التي تقلع عن الذنوب كلية, وإلا لما كانوا بشرا! فالنبي الكريميقول في الحديث الذي رواه مسلم, عن أبي هريرة ‏ ‏قال: ‏‏"قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏والذي نفسي بيده ‏ ‏لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم"
ولايعارض هذا ما ذكرناه في العنوان, فنحن لم نقل: كيف تمتنع عن كل الذنوب فيكل الأحوال؟ وإنما قلنا كيف نقلع عن الذنوب, والإقلاع لا يكون إلا لمنتلبس بها, ويبحث عن تركها, فإذا تركها فلا يعني هذا أنه لن يعود إليها مرةأخرى, أو أنه لن يتلبس بغيرها. فإذا استطاع المسلم الإقلاع عن الذنب, ثمعاد إليه, فلقد وضع قدمه على أول الطريق, وسيقلع عنه مرة أخرى, وبهذا يكونعامة حياته ترك للذنوب واقتراف لها في لحظات معدودة, يستغفر الله عز وجلعنها, فيغفر الله تعالى له.
إذافيمكننا تحديد العنوان بأنه كيف تقلع عن الذنوب جزئيا, -لأن تركها كلية لايكون إلا للمعصومين المبلغين, وهؤلاء قد ولى زمانهم, ونحن لسنا منهم- بحيثيكون هذا الجزء هو الأعم الأغلب والتلبس بها هو القليل النادر.
وهنا نصل إلى لب الموضوع: كيف أقلع عن الذنوب؟
أول خطوة للإقلاع عن الذنوب, هي الرغبة في الإقلاع عن الذنب,فمن لا يرغب في الإقلاع لن يقلع, مهما قدمت له من المبررات العقلية أوالدينية, وإنما سيكتفي بموافقتك بلسانه وهز رأسه وسيخالفك بفعله!
ولاتكون الرغبة في ترك الذنب إلا لمن نظر في حاله, واستشعر سوءه, وآمن أنهناك حال وطريق أفضل, وهذا الطريق هو في الدين العظيم الكريم, فيحاول أنيحسن حاله, أما ذلك الراضي بحاله, على الرغم من عموم سوءه, القانع بالبعدعن كتاب الله, و الظان أنه بعقله كاف لتسيير وهداية نفسه, فلن يقلع أبدا عنالذنوب, وسيتقلب فيها من ذنب إلى آخر!
فإذا شعر الإنسان بسوء حاله, ورغب في التغيير, ينتقل إلىالخطوة الثانية وهي مجاهدة نفسه, فهذا الإنسان سيحاول أن يقلع عن الذنب, وسيقلع عن غالب أو جل ما كان يعمل, ولكن نفسه ستظل تراوده, وتزين له الرجوع إلى ما كان عليه, ففي السابق كانيجد لذة في فعله, وهو وإن أقلع الآن, إلا أنه لمّا يجد حلاوة الإيمان بعد, ولا تزال نفسه تتعلق بالمعصية ولذتها. لذا فعليه أن يقاوم نفسه الأمارةبالسوء, من خلال تذكيرها بعاقبة المعصية التي ستأتيها, وبالخير الكثيرالذي سيضيع لو أتاها وترك الخير! وبالضنك الذي سيعيش فيه لو أعرض عن ذكرالله عزوجل, وبالراحة والسكينة التي سيجدها عند الالتزام بالطاعة!
وعلى الرغم من ذلك, فإنا نجزم أن ذلك الإنسان سيعود إلى المعصية,على الأقل في أول الطريق, وهنا عليه ألا ييأس ويهجر طريق الإصلاحوالإقلاع, وإنما عليه أن يعي جيدا أن هذا طريق طويل, يتعثر فيه الإنسانكثيرا, وكثيرا ما سيسقط, إلا أن هذا ليس مبررا لترك الطريق, فهذا هو الوضعالطبيعي للإنسان, فالمفترض في الإنسان أن يلتزم صراط الله المستقيم, وتعرضله بعض النزوات, فيقاوم بعضها ويسقط في أخرى, والواجب عليه في هذه الحالةأن يتوب إلى الله عز وجل, ويندم على معصيته, وكما روي عن الرسول الكريم: "كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون".
وهذه المعصية ليست شرا خالصا, فرب معصية أدخلت صاحبها الجنة!ففي المعصية دافع إلى التمسك بالصراط, فالإنسان عندما يشعر أنه مقصر يدفعهذلك إلى التمسك والالتزام والنشاط في السعي, أما إذا أحس أنه ملتزم, فقديدخله الغرور بسبب ذلك, وقد يتكاسل, لأنه يرى أنه لا يأتي بمعصية, فقليلالعمل يكفي! لذا فيمكن اعتبار المعصية الطارئة محطات توقف صغيرة للتزود, ليس بالذنوب بداهة, وإنما بشحنات إيمانية لمواصلة المسير.
إذافسيظل الإنسان يعثر ويقوم والفالح من قل عثره وسقطه! وكثر حسن فعله, واستطاع القضاء على عامة معاصيه! فكلنا نأتي أصنافا مختلفة من المعاصي, فمنا من يغتاب هناك من ينظر وهناك من يصاحب الفتيات, وهناك من يسب وهناكمن يعق, وهناك و هناك .......
لذافعلى الإنسان الراغب في الإقلاع عن الذنب أن يأتي نفسه من أضعف نقاطها, بمعنى أن تعلق نفس الإنسان بالمعاصي مختلفة, فتعلقها بمعصية ما شديدةوبأخرى متوسطة وبغيرهما خفيفة, فيبدأ بهذه المعصية ذات التعلق البسيط, ويجاهد نفسه ليتركها, وسيفلح بإذن الله تعالى, ومن ثم ينتقل إلى غيرها, ويكون ذلك دافعا له لأنه حاول وفلح. أما إذا بدأ بمحاولة الإقلاع عن كلالذنوب مرة واحدة, أو الإقلاع عن أكبر الذنوب تعلقا بالنفس, فسيجد في ذلكعنتا شديدا ومشقة, وكثيرا ما سيعود إليه, و سيتنزف هذا العناد كثير جهده, ولن يتخطاها إلى غيرها, ويظل طيلة عمره محاولا ترك معصية واحدة, فلا هوتركها ولا ترك غيرها, ولربما يقوده ذلك إلى اليأس من إصلاح نفسه في أولالطريق, فيتركه بما فيه!
لذا فليكن أول البدء هو بترك المعاصي التي لا تتعلق بها نفوسنا كثيرا,ومن ثم الانتقال إلى غيرها, بالتدريج حتى يستطيع الإنسان أن يتركها جميعا!
ولكن ليس كل البشر يستطيعون مقاومة أنفسهم, فقد لا يفلح عامتهم في ترك شهوات معينة, فهل هذا مبرر لهجر الطريق؟







نقول: لا بداهة, فلقد قالوا قديما: كفى بالمرء فخرا أن تعد معايبه! فإذا استطاعالإنسان أن يقلع عيوبه وذنوبه إلى درجة أنها يمكن عدها فهذا إنجاز كبير, على الإنسان ألا يتهاون به. وعليه أن يرافق هذا الإنجاز بكثير من العملالصالح, حتى تذهب هذه الحسنات السيئات, وبذلك تغطي كثرة حسناته على سيئاته!
ولايعني هذا أننا نرضى أن يظل الإنسان متركبا لمعصية معينة دوما كأنها طاعةأو سنة! بحجة أنه لا يستطيع تركها, فهذا لا يقبل بحال, وعلى هذا الإنسانالذي لا يستطيع تركها كلية أن يقلع عنها جزئيا.
ولا بد منالتنبيه أن هذا التدرج في الترك لا يكون إلا في الصغائر, أما مع الكبائرفلا بد من الهجر الفوري لأن الإنسان لا يعرف متى يأتيه الموت وقد يأتيهوهو على كبيرة, فيكون من الهالكين. لذا يسارع في هجر الكبائر مهما كانتوليعلنها تحد لذاته!
والإنسان يحتاج في مجاهدة نفسه إلى الجبر والإكراه,وبدونه لن تستجيب النفس لإرادة صاحبها, لذا فعلى الإنسان أن يجبر نفسه بأيوسيلة كانت على ترك هذه المعصية المتعلقة بقلبه لفترات من حياته, ولو كانتيوما أو يومين, فإذا كان من المدخنين يقلع يوما أو بعض يوم! وإذا كان منالمغتابين يمسك عليه لسانه, وإذا كان من تاركي الفجر يترك الترك ويقوم!
وكلإنسان أدرى بنفسه من أين يأتيها, ويعرف كيف يجبرها, فمن الممكن أن يكونهذا الإجبار عن طريق القسم على النفس ألا يدخن مثلا لمدة يوم أو يومين, أوأنه سيقلع عن المعصية الفولانية لمدة أسبوع! وعليه أن يقسم على ما يستطيعتحقيقه, لا أن يبالغ فيه فيسقط قسمه! ونحن لا نميل إلى مسألة القسم هذه, لأنه من الممكن أن يستهين الإنسان بها إذا أكثر من القسم والحنث, فلا تؤتيالثمار المرجوة معه بعد فترة, ولكن ليكن القسم كل حين من الدهر من بابزيادة التأكيد إذا أخفقت الوسائل الأخرى.
ومن وسائل الإجبار الأخرى معاقبة النفس على إتيان المعصية,ولا بد أن يكون هذا العقاب بسيطا, يلتزمه الإنسان, لأنه لو وضع عقاباكبيرا فلن يطبقه هو على نفسه, وسيترك العقاب والمجاهدة, أما إذا كانالعقاب بسيطا, بأن سيخرج مبلغا نقديا بسيطا جدا في كل مرة يأتي فيهاالمعصية, ومع تكرر دفعه المبلغ سيشعر بحرقة المعصية!
وهناك وسائل إجبار أخرى كثيرة بناءة, فمن الممكن أن يلزم نفسه بعمل خيري كلما أتى معصية, عمليساعدفيه الناس ويخدمهم, ولأن النفس بطبعها كسولة فستركن إلى ترك المعصية, فهذاأفضل لها من إتيانها وإتيان ما يترتب عليها بعد ذلك! وختاما فكل إنسانأدرى بنفسه وأعلم كيف يجبرها, فليجرب كل إنسان بنفسه حتى يجد الوسيلة التيتفلح معه في الإقلاع عن الذنب لفترة طويلة!
ولا بدللإنسان في هذه المراحل كلها من الاستعانة بالله عز وجل, بأن يدعوه بأنيساعده ويعينه على ترك المعاصي, ويكثر من الدعاء من أجل هذا ولا ييأس.


وختاما فإن نقول: لا بد للإقلاع عن الذنوب والمعاصي من تقديم البديل,فإذ لم تفعل عادت إلى الذنوب مرة أخرى لا محالة مهما جاهدتها, فالنفس إنلم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل, فاحرص كل الحرص على أن تشغل نفسك بكثير منوجوه الخير, وبهذا تبعد عن المعاصي, فليكن لك وردا يوميا في تلاوه القرآنووعيه وتدبره, لتكثر من زيارة الأقارب ومن صلة الأرحام, لتكثر من القراءةفهي تهذب النفس وترقيها, لتمارس الرياضة. المهم ألا تترك لنفسك فسحة منالوقت وإلا ستجرك لا محالة إلى المعصية, أو ستجد عنتا شديدا في مقاومتها.
وبتقديمهذا البديل يتحصل الإنسان على فائدة عظمى بخلاف إلهائه عن الذنوب, وهيتأصيله وتأسيسه لمذهب الحق في حياته, فبهذا البديل سيستشعر حلاوة الإيمان, ورقيا في العقل والجنان, وسيجد نموذجا وطريقة جديدة للحياة, يؤمن معها أنهليس لديه أي مبرر في العودة إلى ما كان عليه, وأن الحياة على المنهج حياةقويمة سليمة أفضل وأجمل وأيسر من الحياة الأخرى. أما لو ترك نفسه بدونبديل فستعود إلى الأصل العليل.
أعاذنا الله وإياكم من العود إليه